المجلس الأعلى للحسابات يستضيف منتديات رفيعة المستوى حول قيادة التغيير داخل الأجهزة العليا للرقابة في سياق عالمي

ينظم المجلس الأعلى للحسابات، بشراكة مع مبادرة الإنتوساي للتنمية (الأيدياي IDI)، منتديات رفيعة المستوى حول قيادة الأجهزة العليا للرقابة، وذلك خلال الفترة الممتدة من 29 شتنبر إلى 3 أكتوبر 2025 بمدينة الدار البيضاء. ويشارك في هذه الدورة رؤساء عن الأجهزة العليا للرقابة من دول إفريقيا وأوروبا وآسيا، إلى جانب أكاديميين وخبراء من الأيدياي ومن شركاء التنمية والمانحين والمغرب.

وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج “ماستري” (MASTERY) الرامي إلى تطوير القدرات القيادية، حيث تهدف الدورة إلى تمكين المشاركين من استيعاب رهانات التغيير المؤسساتي في سياق عالمي بما يعزز قدرتهم على مواجهة التحديات المطروحة، والارتقاء بأداء الأجهزة العليا للرقابة وضمان اضطلاعها بمهامها على الوجه الأمثل.

وتتمحور أشغال هذه الدورة حول أربع مجالات أساسية، تشمل التدبير الاستراتيجي للتغيير، وحماية وتعزيز استقلالية الأجهزة العليا للرقابة، وتدبير المخاطر، فضلا عن تعزيز انخراط الأطراف ذات الصلة. وسيتم تفعيل هذه المحاور من خلال عروض لتجارب عملية وتقاسم أفضل الممارسات بين الأجهزة المشاركة، بما يسهم في إغناء النقاش وتبادل الخبرات.

وفي كلمتها الافتتاحية لأشغال هذه الدورة، أكدت السيدة زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس الأعلى للحسابات أن تنوع النماذج والسياقات الوطنية لا يحجب وحدة الغاية، المتمثلة في ضمان التدبير الأمثل للمال العام، وتكريس مبادئ الشفافية والمساءلة. وشددت السيدة الرئيس الأول على أن مواجهة التحديات المشتركة، يقتضي انخراط الأجهزة العليا للرقابة في مسار تغيير مؤسسي شامل، يقوم على رؤية واضحة وقيادة فعالة واستقلالية راسخة. واعتبرت أن النجاح في هذا الورش يستوجب مقاربة تشاركية تجعل من الإنسان محورا لكل تغيير، وترتكز على التدبير الاستراتيجي للمخاطر واستثمار الإمكانات التي يوفرها التحول الرقمي، بما يمكن هذه المؤسسات من الاضطلاع بأدوار رقابية واستشارية واستشرافية، تعزز أثرها المستدام في خدمة الصالح العام.

ومن جهتها، أكدت السيدة فرانسواز سلامة غيكس، المسؤولة عن التعاون والتنمية الاقتصادية بالسفارة السويسرية، أن الأجهزة العليا للرقابة أصبحت اليوم فاعلا محوريا لتحقيق النمو الشامل، من خلال ضمان الحكامة الرشيدة والتدبير الجيد للأموال العمومية..

وأوضح السيد أولا هوم Ola Hoem، نائب المدير العام لمبادرة الإنتوساي للتنمية، أن هذه الدورة تكتسي أهمية بالغة في تمكين المشاركين من استيعاب سياق اشتغال الأجهزة العليا للرقابة، وفهم التوجهات العالمية الكبرى والسيناريوهات التي تؤثر على عملها، فضلا عن تطوير قدراتهم على قيادة الذات والآخرين ضمن هذا الإطار.

وتؤكد هذه المبادرة الثقة المتجددة والمصداقية التي يحظى بها المجلس الأعلى للحسابات لدى المانحين والشركاء الدوليين، باعتباره مؤسسة داعمة لمسار الحكامة الجيدة على المستويين الإقليمي والدولي.